استعراضات الأسواق

واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه أمام العملات ذات الحساسية للمخاطر وسط الحرب الدائرة في أوكرانيا. وبالإضافة إلى ذلك، اكتسب الدولار الأمريكي الدعم من البيانات الاقتصادية القوية إلى حد ما. ويذكر أنه تم الإعلان أمس عن قراءة مؤشر معهد إدارة التوريدات لمديري المشتريات بقطاع الصناعة التحويلية لشهر فبراير في الولايات المتحدة. وسجل المؤشر 58.6 بارتفاع عن قراءة شهر يناير التي بلغت 57.6. وكان الخبراء أكثر حذرًا بشأن توقعاتهم حيث توقعوا الارتفاع إلى 58 فقط.

كانت البيانات الاقتصادية التي تم الإعلان عنها أمس تصب في مصلحة الدولار الأمريكي بشكل عام. فمبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يناير قد ارتفعت بنسبة 3.8% على أساس شهري بأعلى من متوسط التوقعات التي تنبأت بارتفاع مقداره 2% فقط. كما ارتفع نفس المؤشر، باستثناء مبيعات السيارات، بنسبة 3.3% على أساس شهري مقابل توقعات بتسجيل 0.8% فقط. وأدت هذه البيانات القوية للغاية إلى إيقاف الارتفاع في زوج يورو/دولار أمريكي عند مستوى 1.1396 أمس.

كان يوم أمس الخميس حافلاً ومزدحمًا بالبيانات الاقتصادية، وكان رد فعل السوق تجاه هذه البيانات متقلبًا وغير متوقع. فقد كان اهتمام السوق ينصب على بيانات التضخم في الولايات المتحدة وكان المتداولون ينتظرون قراءة هذا التقرير على أحر من الجمر. وكشف التقرير عن ارتفاع معدل التضخم الكلي إلى 7.5% في شهر يناير متجاوزًا متوسط التوقعات التي تنبأت بتسجيل 7.3% ومسجلاً أعلى معدل تضخم على امتداد 40 عامًا. كما أن نفس المؤشر، مستثنيًا منه المكونات شديدة التقلب (الغذاء والطاقة)، قد ارتفع بنسبة 6% على أساس سنوي (مقابل توقعات بتسجيل 5.9%) و0.6% على أساس شهري (مقابل توقعات بتسجيل 0.5%). وحتى تكتمل الصورة، يجب ملاحظة أن عدد طلبات الحصول على إعانة البطالة الأولية جاء أقل مما كان متوقعًا (223 ألف طلب مقابل 230 ألف طلب كان متوقعًا)، بينما جاء فائض الموازنة في يناير أعلى من متوسط التوقعات (119 مليار دولار مقابل توقعات بفائض 25 مليار دولار). 

شهدت التقلبات في زوج يورو/دولار أمريكي انخفاضًا بشكل ملحوظ. فبعد الاجتماعين الأخيرين للبنكين المركزيين الأمريكي والأوروبي واللذان دفعا سعر الزوج للارتفاع إلى مستوى 1.1484، لم تكن هناك أخبارًا مهمة تذكر لهاتين العمليتين الرئيسيتين في الأيام الأخيرة. وكانت القراءة الضعيفة لتقرير الميزان التجاري الألماني لشهر ديسمبر والتي تم الإعلان عنها أمس (كانت التوقعات تشير إلى فائض مقداره 10.4 مليار يورو بينما كانت القراءة الفعلية هي فائض مقداره 6.8 مليار يورو) قد أدت إلى تقليل مكاسب العلة الأوروبية الموحدة ولكنها فشلت في عكس مسارها.

شهد النصف الأول من الأسبوع بشكل عام الإعلان عن عدد قليل من البيانات الاقتصادية. ولا تزال السوق تستوعب أحدث التصريحات الصادرة عن البنكين المركزيين الأمريكي والأوروبي بشأن الخفض التدريجي للحوافز الاقتصادية. وتم الإعلان صباح اليوم عن قراءة تقرير الميزان التجاري الألماني. وبلغ الفائض التجاري 6.8 مليار يورو بأقل من متوسط التوقعات التي تنبأت بتسجيل فائض مقداره 10.4 مليار يورو. وأدت هذه البيانات إلى إلقاء ضغوط إضافية، وإن كانت محدودة، على زوج يورو/دولار أمريكي.

توقف زوج يورو/دولار أمريكي عند مستوى المقاومة الرئيسي عند 1.1483 يوم الجمعة. وكان ذلك يرجع إلى البيانات الاقتصادية الأوروبية الضعيفة مقابل البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية. وكانت مبيعات التجزئة في منطقة اليورو في شهر ديسمبر قد سجلت نموًا بنسبة 2% على أساس سنوي بينا كان الخبراء يتوقعون تسجيل 5.1%. وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت قراءة تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية بمقدار 467 ألف وظيفة في شهر يناير بينما كان متوسط التوقعات يشير إلى تسجيل 150 ألف وظيفة فقط.

عقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه أمس. وقام البنك كما هو متوقع بالإبقاء على أسعار الفائدة كما هي دون تغيير. ومن ناحية أخرى، فقد قيل في المؤتمر الصحفي إن البنك سيقوم بتقليل الزيادة في الأصول في ميزانيته العمومية وإن كان لم يتم الحديث عن تقليلها حتى الآن. ومع ذلك فإن السوق قد نظرت إلى ذلك باعتباره تشديدًا للسياسة النقدية ولذلك ارتفع زوج يورو/دولار أمريكي ارتفاعًا جادًا.

كانت الأخبار التي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء في الغالب إيجابية بالنسبة لليورو ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة للدولار. فالتضخم في منطقة اليورو قد سجل نموًا في شهر يناير بوتيرة أسرع مما كان يتوقعه الخبراء. وارتفع معدل التضخم في شهر يناير بنسبة 5.1% على أساس سنوي مقارنة بتوقعات بتسجيل 4.4%. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 2.3% على أساس سنوي مقابل التوقعات التي بلغت في المتوسط 1.9%. وفي الوقت نفسه، سجلت قراءة تقرير إيه.دي.بي للتوظيف انخفاضًا بمقدار 301 ألف وظيفة في القطاع الخاص الأمريكي مقابل توقعات بارتفاع بمقدار 207 ألف وظيفة.

اختتمت العملة الأوروبية الموحدة التداول يوم الثلاثاء، 25 يناير، على انخفاض مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.22% لتصل إلى مستوى 1.1301. وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في عدة أشهر عند مستوى 96.26. وجاءت هذه المكاسب وسط انخفاض في زوج يورو/دولار أمريكي نظرًا لأن اليورو يمثل نسبة 57.6% في المؤشر.

اختتم زوج يورو/دولار أمريكي التداول يوم أمس الخميس، 20 يناير، على انخفاض بنسبة 0.27% ليصل إلى مستوى 1.1312. وكان السبب الأساسي للهبوط من مستوى 1.1358 إلى مستوى 1.1303 هو التراجع في الأسهم الأمريكية وهبوط مؤشرات الأسهم.

اختتم زوج يورو/دولار أمريكي التداول يوم أمس الأربعاء، 19 يناير، على ارتفاع بنسبة 0.15% ليصل إلى مستوى 1.1343 وسط حجم تداول منخفض نسبيًا. وخلال النصف الأول من اليوم، ظل الطلب قويًا على الأصول ذات الحساسية للمخاطر في ظل ارتفاع العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية والمنحنى المسطح لعائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات.

أنهت العملات الرئيسية التداول الأسبوع الماضي على ارتفاع. فقد هبط الدولار الأمريكي بنسبة 1.16% مقابل الين الياباني و0.73% مقابل الدولار الكندي و0.63% مقابل الجنيه الإسترليني و0.48% مقابل اليورو و0.48% مقابل الفرنك السويسري و0.42% مقابل الدولار الأسترالي و0.40% مقابل الدولار النيوزيلندي.