هل تكون بولندا وبلغاريا أولى ضحايا الغاز الروسي؟

ذكر مسؤولون من بولندا وبلغاريا يوم أمس الثلاثاء أن شركة الطاقة الروسية (غازبرو) أبلغتهم أن الشركة سوف تعلّق من إمداداتها من الغاز الطبيعي للبلدين بسبب رفضهما الدفع بالروبل بدلاً من اليورو أو الدولار.

قطع الإمدادات سيبدأ يوم الأربعاء القادم، إن تم بالفعل قطع الإمدادات، سيكون الأولى منذ أن صرّح الرئيس الروسي بوتين الشهر الماضي أن من يود شراء الغاز الروسي عليه الدفع بالروبل الروسي فقط ولم يعد مقبولا الدفع باليورو أو الدولار وخصّ بالذكر الدول التي أخذت موقفاً معادياً من تدخل موسكو في أوكرانيا.

كان زعماء من الاتحاد الأوروبي قد صرحوا أنهم لن يمتثلوا لهذه المطالب التي تنتهك شروط العقود الموقعة بين الطرفين، وأن تصرف موسكو يأتي رداً على رفض دول الاتحاد الأوروبي التدخل الروسي في أوكرانيا.

بالنظر إلى الأرقام التي يتم الدفع بها مقابل شراء الغاز الروسي نلاحظ أنه يتم دفع حوالي 60% بعملة اليورو والباقي يتم دفعه بالدولار الأمريكي، حاولت موسكو من خلال طلبها من الدول التي تشتري الغاز الروسي من شركة غازبروم الحكوميه أن يتم الدفع بالروبل لإيقاف النزيف الذي تعرض له الروبل أمام الدولار واليورو جراء فرض عقوبات اقتصاديه على موسكو لوقف عدوانها ضد أوكرانيا.

من شأن تعليق شركة غازبروم لإمداداتها عن دول أخرى أن يتسبب في معاناة اقتصادية لبعض الدول الأوروبية خاصة التي تعتمد بشدة على الغاز الروسي لتدفئه المنازل وتوليد الكهرباء، ومع ذلك فإن أي عمليات قطع لتلك الإمدادات يعتبر  سلاح ذو حدّين لأنه من المحتمل أن تتضرر روسيا أيضاً بسبب اعتمادها على المستهلكين الأوروبيين بشكل كبير.